الاتزان



أغلب مشاكلنا في نظري راجعة لافتقادنا للاتزان، زي الاتزان بين الاعتمادية والاستقلالية، بين السلبية والعنف، بين عدم الثقة بالنفس والغرور، بين عدم الاستبصار والوعي الزايد بالنفس، بين التدين والإلحاد، بين الحساسية الزايدة والبرود، وحاجات تانية كتير ممكن مانكونش قادرين نعمل فيها توازن.

وعشان نقدر نوصل للتوازن ده محتاجين نتدرب وقت طويل لغاية ما نقدر نقرب للحتة اللي في النص، وممكن نكون مدركين ده بعقولنا، بس لما نيجي نطبق ده في الواقع العملي، ممكن بسهولة نُحبط حتى لو كان عندنا توقعات واقعية، لأن ممكن مايكونش عندنا قدرة إننا نتعامل مع الفشل والإحباط، فنبقى طالبين من روحنا إننا أول ما نبتدي نشتغل على أي مشكلة، إننا نظبطها من أول مرة، بس بنتصدم إننا بدل ما نوزنها.. بنروح للاكستريم التاني، وساعتها نفضل نلوم نفسنا عشان بقينا في نظرنا أسوء من اللي كنا عليه، وإحباطنا من روحنا بيخلينا نرجع تاني للاكستريم اللي اتعودنا عليه.

وبرغم إن اللي بيحصل ده محبط وبيلخبطنا، بس ده جزء متوقع في عمليه التغيير، لأن الطبيعي إننا لما نيجي نشتغل على عيب فينا، إننا ممكن نروح في الأول للاكستريم التاني، ونفضل وقت طويل رايحين جايين بين التطرفين، لغاية ما نقرب مع الوقت ناحية التوازن.

يعني مثلاً لو أنا حد سلبي ومش بعرف أحط حدود في علاقاتي أو أأكد على حقي، أول ما هابدأ أشتغل على الحتة دي ممكن أروح للاكستريم التاني وأبقى عنيف جداً، وممكن أفضل رايح جاي بين التطرفين دول، لغاية ما أوصل إني أكون إنسان توكيدي وبيعرف يحط حدود.

ومثلاً لو أنا كنت إنسان اعتمادي قوي في علاقاتي وعانيت كتير بسبب ده، ممكن من كتر خوفي إني أكون كده أو إن اللي حصل يتكرر، أقوم رايح للناحية التانية وأبقى استقلالي بزيادة، ومابقاش عايز أخد أو أقرب من الناس، وده شيء طبيعي في الأول، بس المهم إني ماريحش وأفضل في الحتة دي، وأدي نفسي فرصة تانية عشان أقدر أتدرب في علاقاتي وأوصل مع الوقت للاتزان، لأن عمري ما هقدر أوصل للحتة اللي في النص وأنا منعزل وماعنديش علاقات، بس في نفس الوقت أنا محتاج وأنا بتدرب إني أكون واعي لنفسي وأقفشني بسرعة، عشان ألحق روحي وألحق العلاقة من إنها تكون علاقة مريضة، ويُفضل إني يكون فيه حد واعي ومتفهم بيتابعني عشان ماعكش قوي، لغاية ما أقدر أظبط الدنيا وأعمل علاقات صحية.

أنا عارفة إن الموضوع لما بنفذه في الواقع بيبقى صعب ومؤلم، وأحياناً بيخوف، ومش بس محتاج وقت ومجهود، لكن كمان محتاج صبر وطولة بال، وإننا نكون بنعرف نتعامل مع انتكاساتنا بتفهم من غير لوم أو تأنيب، بس ده ممكن يكون صعب جداً، وأنا شخصياً عندي صعوبة شديدة إني مالطش روحي لما بروح للاكستريم التاني، وأحياناً كتير باحتاج لحد يهديني على نفسي ويطبطب عليها في الوقت اللي مش بكون قادرة أرحم فيه روحي، وعشان كده إحنا محتاجين في عجزنا لقوة أعظم مننا ترجعنا للصواب، بس تكون مُحبة ومعتانية ومتاحة وقت الاحتياج، وكل ما إتعددت مصادرنا ده بيساعدنا وبيحمينا من المرض والانتكاسات.


ماري منير

26/11/2014

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا بكره ربنا!

الحب والاحتياج

قطع العلاقات فن!