فوق مستوى الشُبهات!


فيه مسلسل بطولة "يسرا" اسمه: "فوق مستوى الشُبهات" والبطلة كانت بتقوم فيه بدور دكتورة تنمية بشرية اسمها "رحمة"
، والشخصية دي بتبان إنها طيبة ولطيفة، بس في الحقيقة هي شريرة وبتأذي الناس اللي حواليها، وفي أخر حلقة عرفنا إنها بتعاني من اضطراب الشخصية السيكوباتية (الشخصية المضادة للمجتمع)، وكمان الشخصية الحدية (الشخصية الغير مستقرة عاطفياً أو الانفعالية) فعدم الثبات والتقلب من السمات الأساسية للشخصية دي، وبيسموها الشخصية الحدية لأن المريض بينقلب من أقصى الحدود.. للحدود المقابلة ليها، من الحب.. للكراهية، من الرغبة.. للرفض التام، فالانقلاب بيكون للنقيض ومابيعرفش التدرج ولا الوسطية.   

أما الشخصية السيكوباتية، فبتتسم بإنها شخصية جذابة جداً، وبيتميز صاحبها أحياناً بالذكاء والوسامة بحيث يكون من السهل الإيقاع بفريسته، وبيكون متعدد العلاقات والزيجات وغير متحمل للمسؤولية، وعنده تبلد في المشاعر وعدم اهتمام بألم الآخرين، وكمان بيتميز بضعف الضمير أو غيابه، وعدم الأمانة والاعتداء على الآخرين بدم بارد. 

والشخصية دي مش مقتصرة بس ع المجرمين زي ما هو شائع، لكن عالم النفس "كليكي" لاحظ إن السيكوباتيين منتشرين في المجتمع على مستوى واسع جداً ما بين رجال الأعمال والأطباء، وحتى ما بين الأطباء النفسيين! يعني منتشرين كأشخاص طبيعيين بيعالجوا مرضى، زي شخصية "رحمة" اللي المفترض إنها بتساعد الناس باعتبارها دكتورة متخصصة في التنمية البشرية، بس في الحقيقة هي مريضة ومؤذية لأقصى درجة.  

وشخصية ”رحمة“ دي بالذات لفتت نظري لأني باشوفها كتير في الواقع، والناس دول زيها بيبانوا طيبين ومُبهرين جداً، بس هما في الحقيقة أشرار. صحيح هما مابيعملوش حاجات بنفس دموية وعنف "رحمة"، لكن بقيت للأسف بعرف ناس كتير زيها، وبرضه بحكم مهنتهم ممكن يكونوا بيتكلموا عن المفروضات الدينية والأخلاقية والنفسية والصحية، وتسمع كلامهم وتنبهر بيهم وبأفكارهم، بس لو قربت منهم قوي واحتكيت بيهم، مش بس هتكتشف إن أفكارهم دي هما مش عايشينها، وان شخصياتهم تماماً عكس اللي بيبينوه، لكن كمان ممكن يستغلوك بأي شكل، أو يأذوك من غير أي رحمة، وعشان كده لازم تاخد بالك وتحمي نفسك، وماتخليش حد فوق مستوى الشُبهات.  

  

وفي النهاية أنا حبة أختم بالكلام اللي قالته "مريم" جارة رحمة في برنامجها: 

"حلقة النهاردة استثنائية، لأنه نادراً لما في برنامجنا ما بنوقف الكلام عن الحاجات الجميلة اللي في حياتنا، عشان نتكلم عن الحاجات الوحشة أو الغريبة، لكن صدقوني.. ساعات كتير قوي القبح والوحاشة بيستخبوا ورا الجمال والهدوء. 

النهاردة هنتكلم عن نموذج كلنا عارفينه، وأنا شخصياً عشرته عن قرب، وللأسف أثر بشكل سلبي على حياتي وعلى حياة ناس كتير قوي حواليا. 

النموذج ده بيبان من برة إنه جميل وحلو، وبينشر الخير والحب والسعادة ما بين الناس، لكن حقيقته غير كده خالص.

النهاردة هنتكلم عن دكتورة التنمية البشرية اللي كلنا تابعنا موضوعها في الفترة اللي فاتت، الدكتورة "رحمة حليم". دكتور التنمية البشرية اللي بتتكلم عن الحب والسعادة والتسامح، كانت في الحقيقة أبعد ما يكون عن كل الكلام ده، كانت عكس كل ده تماماً.. شخصية محتاجة مساعدة.. شخصية مريضة نفسياً. 

وبسؤال دكتور نفسي متخصص، أكدلنا إن الدكتورة المشهورة بتجمع ما بين حالتين: 

واحدة منهم إسمها ال"Antisocial Personality"  والتانية إسمها ال"Borderline Personality"

الشخصية دي بيكون عندها قدرة غريبة على الخداع والكدب والاحتيال على الناس علشان تحقق مصلحتها الشخصية. برغم ذكاءها إلا إنها أحياناً بتكون مندفعة إلى درجة الفشل أو الوقوع في سقطات غير محسوبة. عدونية، من السهل جداً استثارتها، ومن السهل جداً إنها تتحول من أقصى القرب.. لأقصى البعد.

هل البني آدم بيتولد في الدنيا بمشاكله وعقده النفسية؟

هل الشر أو الخير ممكن يكون حاجة بالفطرة؟ ولا مُكتسبة ومدروسة؟

هل الحياة سودة للدرجة دي وفيها نماذج لا يمكن التعامل معاها بالمنظر ده؟

أسئلة كتير.. والإجابات ساعات هتكون آه.. وساعات لأ، ومحدش عارف الحقيقة. أوقات كتير بنكون فاكرين إننا عارفين الإجابة، أو واثقين إننا صح في حكمنا على الناس، لكن الموضوع مش بالبساطة دي. ممكن يكون الشر بالفطرة، وفي نفس الوقت ممكن يكون مُكتسب. ممكن حاجات كتير غلط اتولدنا بيها، وفيه حاجات تانية حصلت بسبب سوء التربية.

مش هكدب وأقول إن الحياة وردي وإن مفيش أحسن من كده، لأ.. الحياة ممكن تبقى سودة ومليانة شر وصعب التعايش معاها، لكن الحاجة الوحيدة الحقيقية والمؤكدة اللي ملهاش إجابتين ولا احتمالين، هو إن الحياة بتستمر مهما كان اللي خسرناه، مهما كان اللي اتنازلنا عنه أو لازم نتنازل عنه، مهما كانت بشاعة التجربة.. لازم نتعامل مع الألم.. بإرادتنا أو غصب عننا.. لازم نقبله ونتعامل معاه."  


ماري منير 

8/6/2016

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا بكره ربنا!

الحب والاحتياج

قطع العلاقات فن!