إزاي عاجز ومش محتاج؟!


حوار بين الطفل الداخلي والراشد




الراشد: قول يا واد "عاجز".


الطفل: عاجز.


الراشد: طب قول "محتاج".


الطفل: محتاج؟! لأ بقى أنا مش محتاج.


الراشد: أومال إزاي عاجز؟!


الطفل: مش عارف إنتي اللي خلتيني أقولها.


الراشد: وهو أي حد يقولك حاجة تقوم تعملها؟!


الطفل: لأ، بس أنا قولت أخدك على قد عقلك بدل ما تقرفيني وتوجعي دماغي.


الراشد: أقرفك؟! هو أنا أصلاً باجي ناحيتك خالص؟


الطفل: ما هي دي المصيبة.. إنتي على طول رمياني ومابتسأليش فيا حتى لو بطلع

في الروح!


الراشد: ما تطلع في الروح ولا حتى تروح في دهية وأنا مالي، هو أنا خليفتك ونسيتك؟!


الطفل: لأ يا ستي ماخلفتنيش، بس أنا هفضل موجود حتى لو انتي مطنشاني، يبقى أحسن لنا 

نبقى حلوين مع بعض ونعدي الليلة عشان تفوت.


الراشد: نعدي الليلة؟! بتقولها وكأنك إنت كمان مغصوب، مش كفاية إني مستحملاك 

وعصرة على نفسي لمونة.


الطفل: ومين قال إنك مستحملاني، إنتي أصلاً مش طيقاني وماوراكيش غير الطلطيش فيا 

ع الفاضي والمليان.


الراشد: يعني أعملك إيه.. ما انت دايماً كده كاسفني وبتغلط كتير.


الطفل: لأ بقى إنتي اللي مابيعجبكيش العجب، ولو عملت أي حاجة بتفضلي تدوريلي على 

غلطة تلوميني عليها، ولو مالقتيش تقومي ملزقالي أي مصيبة حتى لو أنا ماليش أي دعوة. 

يعني من الأخر بتتلككي وبتفشي غلك فيا وخلاص.


الراشد: أيوة بتلكك لك لأني بصراحة بقى متورطة فيك، وأنا أصلاً مش عايزاك، بس إنت 

اللي لزقلي ونفسي بقى تحل عني.


الطفل: يعني أنا اللي هموت عليكي، ما انا كمان متورط معاكي ومش عارف أروح منك

فين.


الراشد: ما تروح مطرح ما تروح، المهم تبعد عني.


الطفل: ياريت بس قوليلي أروح فين؟


الراشد: روح لحد يحبك، ويعرف يرعاك ويهتم بيك.


الطفل: وده بقى ألاقيه فين إنشاء الله؟!

- إنتي تعرفي حد كده؟


الراشد: لأ لسة ماعرفش، بس أكيد اللي يسأل مايتوهش.


الطفل: يعني لو لاقيت حد هتسبيني أروح؟


الراشد: ما تروح يا بني هو أنا مسكاك؟!


الطفل: أيوة مسكاني، م انتي اللي علمتيني مالجأش لحد وأقول محتاج، وجاية دلوقتي

تقوليلي روح!

- وبعدين بقى في اللخبطة دي؟!


الراشد: طيب وأنا هاعملك إيه.. ما هما اللي قالولي.


الطفل: قالولك إيه؟


الراشد: قالولي إني عاجزة، ومحتاجة لقوة أعظم مني ترجعني للصواب.


الطفل: عاجزة؟! وقوة أعظم منك؟! وترجعك للصواب؟!

- إيه الكلام المجعلص ده؟! أنا مش فاهم حاجة.


الراشد: عندك حق.. هو فعلاً كلام مجعلص ومش مفهوم.


الطفل: طب هو يصح برضه وإنتي شحطة كده تكرري كلام إنتي مش فاهماه؟!


الراشد: شحطة؟! إنت هتبتدي تلبخ ولا إيه؟


الطفل: خلاص ماتزعليش كده أنا آسف.. أعذريني أصلي ماتعلمتش أحترم الكبير، وبعدين

إنتي ماعلمتنيش.


الراشد: عندك حق، أنا أصلاً مش محترماك، وماينفعش أطلب منك تحترم غيرك وانت 

أصلاً مش مُحترم.


الطفل: مش مُحترم؟! أهو إنتي اللي دلوقتي بتلبخي.


الراشد: لأ إنت فهمتني غلط، أنا أقصد إني لازم أحترمك الأول، وساعتها هتقدر تحترم 

نفسك وتحترم غيرك.

- فهمت بقى قصدي؟


الطفل: آه فهمت، بس أنا لسة ماوصلنيش منك أي إحترام.


الراشد: وكلامي معاك ده تفسره بإيه وأنا دلوقتي مديالك فرصة تتناقش معايا وتثبتني

بالكلام؟


الطفل: أيوة بصراحة أنا بثبتك يمكن تحسي على دمك وتعامليني كإنسان.


الراشد: ما انت إنسان.. هو أنا قولت عليك حيوان؟!


الطفل: لأ ماقولتيش، بس مش سمحالي أغلط وعايزاني أكون إله!


الراشد: إله؟! لأ إنت كده إبتديت تخرف ولو حد سمعك هيقول عليك كفرت.


الطفل: ما كلامك مايتعقلش.. إزاي عايزاني وأنا بني آدم ماغلطتش، وكمان ماقولش

محتاج؟!


الراشد: الحق عليا إني عايزاك تبقى كويس وشكلك يبقى حلو عشان ماتترفضش.


الطفل: وهيحصل إيه يعني لو اترفضت.. ما انا كده كده مرفوض لأنك إنتي أقرب حد 

ليا ورفضاني.


الراشد: يعني كنت عايزني أعمل إيه وانا ماعرفش غير الرفض.. لو كان وصلي حب 

صدقني ماكنتش هعزه عليك.


الطفل: بس إنتي عمرك ما هتقدري تحبيني، لأنك عايزاني أبقى "كامل" ماغلطش ولا حتى

أحتاج!


الراشد: تصدق إنت برضه عندك حق، وشكلك كده طلعت بتفهم.


الطفل: إيه ده؟! أول مرة تشوفيني بفهم، إنتي كنتي دايماً بتقولي عليا عبيط وأهبل.


الراشد: طب خلاص حقك عليا، إنت بتفهم وانا اللي طلعت مش فاهمة حاجة.


الطفل: وإيه يعني ماحدش فاهم حاجة وكله بيلوش.

- ما تيجي إحنا كمان نلوش.


الراشد: نلوش؟! يعني نعمل إيه بالظبط؟


الطفل: يعني نجرب ومانكسفش، ومايجراش حاجة لو غلطتنا، أو حتى بان علينا الإحتياج

والعجز.


الراشد: بس كده شكلنا هيبقى وحش قوي.


الطفل: وماله ما كل الناس زينا، ولا انتي مش واخدة بالك؟!


الراشد: لأ واخدة بالي، بس بعذرهم وبقول دول برضه بني آدمين.


الطفل: أومال إنتي إيه يا شاطرة؟!


الراشد: لأ شاطرة إيه بقى، دانا طلعت خايبة خالص.


الطفل: لأ مش خايبة، ماتقوليش كده على نفسك، إنتي بس مش عارفة قيمتك، ومش شايفة 

غير ضعفك وناسية القوة.


الراشد: قوة؟! لأ أنا عاجزة.


الطفل: طب مادام انتي شايفة عاجزك كده إطلبي بقى مساعدة.


الراشد: لأ ده صعب عليا.


الطفل: صعب ليه بس؟ هتقفليها ليه علينا؟


الراشد: أصل أنا خايفة.


الطفل: وخايفة من إيه؟


الراشد: خايفة أطلب ويترد عليا ب"لأ"، أو حتى أدور ومالقيش حد، ولو لاقيته مايقدرش 

يساعدني، ولو حتى قدر وفرقلي، خايفة لما أحتاجله تاني، أجري وراه ومالاقيهوش بعد 

ما أكون عليه إتعودت.


الطفل: طب وبعدين هنعمل إيه دلوقت وإنتي خايفة وأنا قربت أموت م الجوع؟


الراشد: بجد إنت جعان؟ أومال ليه مش طلعلك حس؟!


الطفل: لأنك حاطة إيدك على بُقي ومش سمحالي حتى أعوز!


الراشد: بصراحة أنا مش عايزاك تحتاج وتخليني أتذل بسببك للناس.


الطفل: بس لو فضلتي كاتمة نفسي كده هموت، وساعتها إنتي كمان هتموتي.


الراشد: نموت؟!

- طب وبعدين هنعمل إيه؟


الطفل: بما إن الأطفال أحباب الله، فأنا هصلي إنك تقبلي العجز والإحتياج.


الراشد: وأنا أوعدك أني على الأقل لو حد جالي لغاية عندي واداني.. مش هقوله  

المرة دي لأ. بس إنت برضه ياريت لما تحتاج تقولي، عشان زنك يمكن يزنقني ويخليني 

أتحرك وأطلب مساعدة.


الطفل: يعني لو زنيت مش هتتخلقي عليا وتقولي عليا بتدلع؟


الراشد: لأ هحاول أديلك فرصة تعبر عن إحتياجك من غير ماطنش، أو أقول ع اللي 

انت عايزه مش مهم.


الطفل: خلاص إتفقنا.

- تصبحي على خير بقى عشان ميعاد نومي جه.


الراشد: وانت من أهله يا لمض.



ماري منير

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا بكره ربنا!

الحب والاحتياج

قطع العلاقات فن!