الضحية!

أنا مابحبش أعيش دور الضحية، لأن مهما كان الآخر عمل فيَّ، فأنا مسؤولة عن رد فعلي، ففي أوقات هحتاج أواجه وأعبر عن وجعي لو العلاقة قريبة، وأوقات تانية هحتاج أعمل حدود عشان أحمي نفسي، أو أأكد على حقي حتى لو في الأخر مش هاخده، وأحياناً ممكن أبعد خالص لو الإساءة فضلت مستمرة، برغم إني عملت كل اللي عليَّ.

لكن بقى لو فضلت أولول وأقول ده عمل وسوى فيَّ، فأنا كده بتهرب من المسؤولية، ومش عايزة أشوف دوري في اللي بيحصلي، برغم إن أحياناً ممكن تكون إساءة الآخر ليا مجرد رد فعل لتصرف غلط أنا عملته، وفي الأخر بدل ما أشوف غلطي، بمسك بس في رد فعله! وسواء بقى أنا كنت غلطانة من الأول، أو حتى مش غلطانة وهو إتعدى عليَّ، فأنا برضه ماينفعش أعفي نفسي من المسؤولية، لأن طول ما أنا ساكتة وسامحة للي قدامي إنه يسيء ليَّ، فمالومهوش بقى لو فضل يدوس عليَّ.

وطبعاً هيبقى فيه علاقات مش هيحصل أي تغيير فيها، برغم إني فضلت أعبر أو أأكد على حدودي أو حقوقي، وفي الحالة دي هكون مضطرة أبعد أو أقطع العلاقة، بس فيه علاقات هيكون صعب إننا نعمل فيها كده، زي علاقتنا بالأهل أو بشريك حياتنا، وساعتها ممكن أقلل إحتكاكي وتوقعاتي على قد ما أقدر، ولو صعب أنفصل عنهم نهائياً، فممكن على الأقل أنفصل عنهم عاطفياً، بس ده بعد ما أكون بذلت أقصى مجهود عندي، وجربت كل الحلول الممكنة.

وعشان كده أنا محتاج أفحص نفسي وأواجهها بأمانة بأي عيب فيَّ، وبدل ما أرمي كل المسؤولية على الآخر، أراجع نفسي وأشوف إذا كنت عملت حاجة خلت ده يحصلي، أو حتى قصرت في رد فعلي، عشان أتلافى الأخطاء دي بعد كده، وأكيد أنا ماقصدش بكل الكلام ده الإساءات اللي ممكن تكون حصلتلي وأنا صغير، لأني ماكنتش أقدر وقتها أحمي نفسي، بس حتى في الحالة دي أنا مسؤول إني أشتغل على نفسي، وأمشي سكة عشان أتعافى من تأثيرها. وفي النهاية أنا مش هدفي إننا نلوم نفسنا، بس إننا بجد نحمي روحنا ونخلي علاقاتنا صحية، أو حتى مانكملش في علاقات بتستنزفنا.

ماري منير

30/7/2014