اللي نعرفه أحسن م اللي مانعرفوش!


أكبر عائق بيمنع التغيير في نظري هو المثل اللي بيقول: "اللي نعرفه أحسن م اللي مانعرفوش"، وللأسف ده مابقاش مجرد مثل بنردده، لكن إتحول لإسلوب حياة. كتير بيبقى قدامنا فرص إننا نعمل أو نجرب حاجات جديدة.. بس بنخاف م المغامرة، وكتير بيبقى جوانا أحلام أو حتى رغبات مش تقليدية.. بس بنفكر في كلام الناس، والأسوء لما نكون بنعاني من وضع صعب ومؤلم قوي.. بس من كتر خوفنا م التغيير، بنختار نكمل في اللي نعرفه، على إننا نخاطر ونجرب شيء مجهول.

وفي الغالب بنفضل زي ما إحنا لغاية ما تحصل حاجة تزنقنا، وتخلينا غصباً عننا نخرج برة دايرة أماننا، ونعمل الشيء اللي في العادي مابنعملوش، وفي الحالة دي يا نكون كسبنا روحنا، يا الوقت يكون إتأخر قوي والخساير كتير، بس مهما كان الوقت متأخر، أفضل بكتير من إننا نكمل في وضع مؤذي لينا، حتى لو خسايره مش هتبان غير ع المدى الطويل.

وفيه فكرة سمعتها وفرقتلي في برنامج ال 12 خطوة للتعافي من الإدمانات والسلوكيات القهرية، وعلى فكرة البرنامج ده في رأيي ينفع في علاج أي مشكلة مش بس الإدمانات، وأنا شخصياً طبقت أول 3 خطوات منه، وبجد فرقوا معايا قوي لأني إستخدمتهم كإسلوب حياة، المهم الفكرة دي بتقول: "إرفع قاعك" ومعناها إن بدل ما تستنى إنك توصل للقاع وساعتها الخساير هتبقى كتير، فالأحسن إنك ترفع قاعك وماتنستناش لغاية لما توصله، لكن تلحق نفسك بدري قبل ما تجيب قاع، والطريقة اللي ممكن ترفع بيها قاعك إنك تتخيل أسوء حاجة ممكن تحصلك لو كملت في اللي إنت فيه، أو ممكن بحسب لغة البرنامج "تشتري قاع" يعني تشوف حد تاني في حتة مشبهة للحتة اللي إنت فيها و وصل للقاع، لأنه فضل مكمل يمارس نفس السلوك، وتاخد عبرة م اللي حصله، وتلحق نفسك قبل ما توصل للقاع اللي هو وصله.

أنا عارفة إن الكلام ده عملياً ممكن يكون تنفيذه صعب قوي، وخصوصاً لو ماحصلش حاجة تزنقنا وتجيب أخرنا، وأنا شخصياً بصارع عشان أجرب أي حاجة جديدة، حتى في أبسط الأمور زي الأكل والأماكن، فما بالكم بقى لو الموضوع متعلق بحاجة مصيرية، والتغيير فيها بيمس وضع إستقرينا عليه، وعشان كده ممكن يكون مفيد لينا في الحالة دي لو حسبناها كويس، وعملنا كشف بالخساير والأرباح لوضعنا الحالي، و وضعنا بعد التغيير، وفي الأخر لو لاقينا خساير الحتة اللي إحنا واقفين فيها أكتر من أرباحها، يبقى آن الآوان إننا ناخد قرار التغيير، وياريت كمان نحسب خساير وأرباح الحتة اللي هنوصل ليها، عشان ده شيء هيفرق كتير في تحفيزنا لو لاقينا إن الأرباح بالمقارنة أعلى بكتير، وأكيد هيكون شيء مشجع لينا لو كان فيه ناس بتساندنا، عشان نقدر ناخد القرار ده ونكمل فيه.

وفي النهاية ماقدمناش غير إختيارين: يا نفضل زي ما إحنا عشان ده اللي إتعودنا عليه، يا نغامر ونجرب حاجة جديدة، وساعتها هنكتشف إذا كان ده تغيير للأحسن ولا للأسوء، بس حتى في أسوء الظروف وكان اللي نعرفه أفضل، يبقى إكتسبنا خبرة جديدة، وعرفنا اللي يناسبنا واللي مايناسبناش، وكل ده بيشكل شخصيتنا، وبيوسع رؤيتنا للحياة.
 

ماري منير

22/8/2014 

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا بكره ربنا!

الحب والاحتياج

قطع العلاقات فن!