فيه أمل



اتفرجت مؤخراً على فيلم Beautiful Mind"" صحيح أنا شوفته كتير قبل كده، بس دي أول مرة أتأثر بيه ويلهمني بالشكل ده. البطل كان عبقري في الرياضيات، وماكانش بيحب يحضر المحاضرات في الجامعة، وحاسس إنها تضيع وقت، وكان زملائه عمالين يتقدموا ويعملوا أبحاث وهو لسة ماوصلش لحاجة، وبيدور على فكرة عبقرية متميزة، وأستاذه قاله إنه لو ما أنجزش وعمل حاجة زي زمايله، مش هيكونله مركز في الجامعة، وجه عليه وقت انهار وأحبط من كتر ما بيبذل مجهود بس مش قادر يوصل للفكرة العبقرية اللي بيدور عليها.

وفجأة جتله فكرة وهو بيتكلم مع زمايله، وفضل يشتغل عليها وقدمها فعلاً لأستاذه، اللي ذهل منها جداً لأنها بتناقض قانون رياضي بيستخدموه في الاقتصاد بقالهم 150 سنة، وده أهله إنه يكون دكتور في الجامعة، ليه مكتب وفريق عمل وبيقدم محاضرات، وفضل بيعمل ده لغاية ما اكتشفوا إنه بيعاني من الفصام وعنده هلاوس بصرية وسمعية، وساعتها شحنوه غصباً عنه للمستشفى.

وللأسف البطل فضل طول حياته بيصارع مع المرض ده، بس برغم ده قدر في النهاية يحصُل على جائزة نوبل، وساعتها وقف وشكر مراته لأنها وقفت جنبه برغم صعوبة مرضه لغاية ما قدر يوصل للنجاح والتكريم ده. 

بس حتى اللحظة دي هو كان لسة مريض وبيشوف أشخاص غير موجودين في الواقع، بس هو اختار إنه يتجاهل وجودهم ومايتفاعلش معاهم زي مع كان بيحصل في الأول، وفعلاً الطريقة دي نجحت وساعدته إنه يتعايش مع مرضه وكمان يتفوق. دي قصة الفيلم باختصار، أنا حبيت أكتبها عشان اللي ماشفهوش، قبل ما أوضح اللي وصلي وفرق معايا في كل ده.

أنا حاسيت إن فيه نقط تشابه بيني وبين البطل: أنا بحب مجال معين وهو علم النفس، بس مالقتش نفسي في الدراسة والنظريات والمعلومات البعيدة عن الواقع العملي، ولا حتى قدرت ألاقيني في الأنشطة المعتادة اللي بتتعمل في المجال ده، وعمالة أبص على معارفي والناس المهتمين بنفس المجال، وحساهم عمالين يكبروا ويوسعوا، وبيوصلوا لحاجات وبينجزوا، بس أنا واقفة محلك سر وماحققتش أي حاجة تذكر، وده خلاني أحبط وأفقد الأمل. بس بعد ما شوفت الفيلم اتشجعت، لأني حاسيت إني حتى لو كنت متأخرة عن اللي حواليا، لكن ممكن في يوم أوصل لحاجة متميزة ومختلفة عن اللي وصله غيري.

وفيه حاجة تانية شجعتني في الفيلم، وهو صراع البطل مع مرض صعب، صحيح ده كان شيء مؤلم، وممكن يبان كمان محبط، لأنه ماخَفش وفضل بيعاني من الهلاوس دي لغاية نهاية الفيلم، بس ده كان شيء واقعي جداً ومشجع في نفس الوقت، لأن برغم معاناته وتأثير المرض عليه، بس برضه فضل يصارع ويحاول يحقق حاجة كبيرة في المجال اللي هو شاطر فيه، لغاية ما وصل لجايزة نوبل. 

وأنا كمان باصارع مع مرض هو الخوف، وكنت حاسة إني مش هقدر أوصل لحاجة بسبب تأثيره عليَّ، لأنه عمِلي إعاقة وموقف حياتي، بس برغم إنه معذبني، وإني ممكن أفضل أصارع معاه لغاية نهاية حياتي، بس الفيلم اداني أمل إني ممكن برغم ده كله أحقق حاجة.

أنا مش عارفة إنت إيه وضعك، وإذا كنت حاسس إنك حققت حاجة، ولا حاسس بعدم الانتماء والفشل زيي، بس لو كانت دي حالتك، ففي حاجة وصلتلي من خلال الفيلم وحبة أشاركك بيها، وهي إنك حتى لو كنت فشلت إنك تلاقي نفسك في الحاجات اللي الناس حواليك بتعملها، ممكن في يوم توصل لحاجة مختلفة تماماً عن المعتاد والشائع، وتعمل حاجة تكون في حد ذاتها إضافة، حتى لو كانت بتناقض النظريات والعلم!


ماري منير

3/3/2015

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا بكره ربنا!

الحب والاحتياج

الحب الواعي