خد بالك


مع انتشار الانحرافات والإدمانات السلوكية، بقى فيه ناس كتير بتعمل سلوكيات مؤذية للي حواليهم، وبقى شيء وارد جداً إن أي حد يكون بيستغلنا لتسديد احتياجاته وإشباع رغباته، وللأسف مفيش حد مستثنى من ده، حتى الأهل والأقارب والمعارف، ورجال الدين والقادة الدينيين والرعاه، والمعالجين باختلاف أنواعهم من دكاترة بشريين ونفسسيين وأخصائيين ومشيرين ومعالجين إدمان، لأنهم بشر زينا، وممكن يكون عندهم مرض أو مشكلة بتخليهم يستغلونا بأي شكل.

والإستغلال ليه أشكال وأنواع كتير، منها الإستغلال المادي (إن حد يستنزفني مادياً وياخد فلوسي أو ياكل عليا حقي)، والاستغلال الجسدي (إن حد يستنزفني جسمنياً من خلال خدمته والقيام بمهام بتطلب مجهود بدني)، وفيه الاستغلال العاطفي (إن حد يستنزف مشاعري في سبيل إنه يشبع جوعه للحب واحتياجاته النفسية الغير مسددة)، وفيه كمان الاستغلال الجنسي (زي التحرش والاعتداء أو حد يستدرجني لعلاقة جنسية بموافقتي، أو حتى من خلال التلامسات البسيطة زي الأحضان الغير بريئة)، وممكن يكون فيه أنواع وأشكال تانية من الاستغلال.

وأكتر ناس ممكن يكونوا عرضة للاستغلال، هما الناس اللي احتياجاتهم غير مسددة، لأن الجوع بيخلي الإنسان سهل التأثر بأي كلمة حلوة أو اهتمام وحنية، وممكن يكون جوانا كمان احتياج شديد مش بس للحب، لكن للأمان، وده احتياج أصيل خصوصاً عند الستات، وعشان كده ممكن نتعلق بشخص بيدينا الحاجات اللي اتحرمنا منها. وفيه كمان سبب تاني ممكن يخلينا عرضة أكتر للاستغلال، وهو إننا مانكونش بنعرف نحط حدود أو نأكد على حقنا، وساعتها الناس ممكن تتعدى على حدودنا، أو تنتهك حقوقنا من غير ما نكون قادرين نوقفهم.

وعشان نحمي نفسنا من إن أي حد يستخدمتنا أو يستغلنا بأي شكل مؤذي، فلازم نكون واعيين وواخدين بالنا، وبنعرف نحط حدود ونأكد على حقنا، والموضوع ده بالذات محتاج تدريب، و وممكن كمان يتطلب مساندة وتمكين من ناس يقفوا جنبنا، خصوصاً لو عندنا مشكلة بتخلينا مش عارفين نحط حدود في علاقاتنا.

أما بقى بالنسبة لموضوع الاحتياج، فماقدمناش غير إننا ناخد ده من مجتمع وعلاقات صحية، ولازم مانكونش بنمسك في شخص واحد بس، لأن ده فيه خطورة إن العلاقة ممكن تتحول لعلاقة اعتمادية، عشان كده كل ما اتعددت المصادر اللي بنستمد منها احتياجاتنا، كل ما ده كان أفضل، بس لو كان عندنا مشكلة بتخلينا مش قادرين نعمل علاقات صحية ومُشبِعة، ففي الحالة دي ممكن نلجأ لمساعدة مشير، مع مرعاة برضه إننا مانمسكش فيه ونثق فيه بزيادة، وإلا هنكون كده بنعالج مشكلة بمشكلة تانية أكبر.

وأهم حاجة محتاجين نكون واعيين ليها في أي علاقة، هي فكرة إن مفيش شخص آمن مية في المية، مهما كانت سلطته ودرجة قربه، ومكانته وشهرته، ونضجه وروحانيته، وإن أي حد ممكن يأذينا سواء عن قصد أو من غير وعيه، أو حتى وعيينا ! 

وعشان كده إحنا محتاجين نكون مركزين ومانعديش أي حاجة مهما كانت صغيرة، وبعدين ممكن نجمع الحاجات الصغيرة دي على بعضها، عشان الصورة تكون أوضح، لأن ممكن أي حاجة لوحدها مايكونش ليها أهمية أو ماتستدعيش القلق، لكن تكرار أمور بسيطة بنفس الشكل، ممكن يورينا حاجة ماكناش شايفنها، وساعتها لازم ناخد موقف وإجراء يتناسب مع حجم اللي شوفناه.

وأخر حاجة حبة أضيفها، هي إننا ندي اهتمام لإحساسنا لو كان جوانا شعور مش مريح تجاه أي حاجة بيعملها أي شخص معانا، حتى لو كانت عادية ومش مقصود أي حاجة وحشة من وراها، بس مادام إحنا مش مرتاحين من حقنا نرفض الحاجة دي، حتى لو اللي قدامنا هيزعل أو هيقول علينا معقدين بزيادة، لأن حدودنا دي شيء إحنا اللي بنحدده، ومش مرتبطة بس بالصح والغلط ، أو المقبول والمرفوض في مجتمعنا، لكن ممكن قوي حاجة كل الناس اللي حوالينا شايفينها شيء عادي، بس إحنا نكون مش قبلينها ومش مرتاحين ليها أو مش مناسبانا، وأياً كان الوضع.. فمن فضلك خد بالك.

 

ماري منير

13/3/2015

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا بكره ربنا!

الحب والاحتياج

الحب الواعي