تقدير المشاعر أهم من المساعدة


سهل قوي لما بنسمع شخص متألم أو عنده مشكلة، إننا نتزنق في محاولات مساعدته، وفي الغالب بنلجأ لاستعراض الحلول المناسبة من وجهة نظرنا، أو المواجهة عشان نساعده يشوف العيب اللي عنده، أو تصحيح الأفكار الغلط اللي ممكن تكون ورا مشاعره السلبية أو سلوكياته المضرة، وكل ده في حد ذاته مش غلط، لكن المشكلة بتكون لو عملناه في وقت مش وقته، ويكون الشخص في حالة ماتسمحش إنه يسمع أي كلام منطقي، وخصوصاً لو كان بيشارك وهو متألم جداً، لأن ده هيحسسه إن ألمه مش متقدر.

ومن الحاجات التانية اللي ممكن توصل عدم تقدير للمشاعر، هو إننا نقلل من حجم اللي حاصل ونشوف إنه مايستاهلش كل الكم ده من المشاعر المؤلمة، زي مثلاً لو كان خوف مش منطقي أو مبالغ فيه، أو وجع من حاجة المفروض ماتكونش بتوجع، أو اكتئاب مفيش ظروف وحشة بتبرره.

ولأن المشاعر دي ممكن ماتكونش بالنسبالنا منطقية، أو مش قابلينها ومحترمنها، أو حتى متفهمينها، بس جوانا رغبة قوية إننا نساعد الشخص اللي قدامنا عشان مايفضلش في الحالة دي، فغالباً بنتسرع ونروح مشمرين ونبدأ في محاولات انتشال الشخص ده من اللي هو فيه. ما هو مش معقول يكون بيلجألنا ومانكونش بنقدمله أي حلول، أو نسكت ومانقولش أي حاجة تساعده!

وبرغم إن بيستفزني وبيوجعني جداً إن حد يرد ردود منطقية على مشاعري أو مشاعر حد متألم، أو يحاول يكتمها بأي كلام عشان مانكونش خايفين أو موجوعين، بس أنا شخصياً باحس بالعجز الشديد وقلة الحيلة والحيرة لما حد بيشاركني ومايكونش في إيدي أي حاجة أعملها، أو كلام ممكن يساعد الشخص إنه يكون أهدى شوية، وكإن لازم أعمل حاجة بما إن الشخص ده اختار يشاركني، بس من أحسن الحاجات اللي لاحيظت إنها بتفرق معايا جداً ومع غيري، هي تقدير واحترام المشاعر.

وأكتر كلمة ممكن تفرق لو اتقالت بصدق وتفهم، هي كلمة "من حقك" :
من حقك تحس بأي مشاعر مهما كانت سلبية أو مش متناسبة مع الموقف.
من حقك إن مشاعرك تُحترم مهما كانت مش منطقية بالنسبة لأي حد أو حتى شايفها غلط.
من حقك إنك ماتتواجهش بأي عيوب فيك لما تكون في حالة ماتسمحلكش إنك تستقبل أو تستحمل.
من حقك إن يترد على مشاعرك بمشاعر مش بردود منطقية.
من حقك تتحس وتتسمع وتتقبل مهماً كانت الأسباب اللي ورا مشاعرك.
من حقك تنهار وتتوجع وتاخد وقتك.
من حقك تتقبل مهما كانت حالتك.
ولو ماحدش إدالك الحق ده، فعلى الأقل اعرف إنه من حقك. 
ولو مالقيناش اللي يقدر ويحترم مشاعرنا، فده دورنا إننا نقدرها ونحترمها، ومانسمحش لحد إنه يدوس عليها حتى لو كانت نيته المساعدة.

ماري منير

17/5/2015

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا بكره ربنا!

الحب والاحتياج

الحب الواعي